الخميس، 10 فبراير 2011

مايحب ربنا وما يكره مستنبط من ;كتاب مايحب الله للعبيكان




من يحب الله ومن يبغض من الناس.
من يحب الله من الناس: -
 يحب الله المحسنين - يحب الله المتقين - يحب الله المتوكلين - يحب الله الصابرين - يحب الله المتبعين لرسوله صلَّى الله عليه وسلَّم -يحب الله المقاتلين في سبيله - يحب الله الأذلة على المؤمنين الأعزة على الكافرين - يحب الله المقسطين - يحب الله التوابين والمتطهرين - يحب الله المتقـرب إليه بالنوافـل - أحب الناس إلى الله إمام عادل - أحب الناس إلى الله أنفعهم - أحب العباد إلى الله أحسنهم خُلُقًا  - المؤمن القوي أحب إلى الله - يحب الله المجاهد - يحب الله قائم الليل - يحب الله الجار الصابر - يحب الله الزاهد في الدنيا - يحب الله قارئ سورة الإخـلاص -يحب الله الكرماء والجـودة  - أحب العباد إلى الله النافع لعياله - أحب العباد إلى الله أعجلهم فطرًا - يحب الله التقي الغني الخفي - يحب الله الحيي العفيف المتعفف -يحب الله لقاء من يحب لقاءه - يحب الله من يحب في الله - يحب الله علي بن أبي طالب - يحب الله من يحب الحسن والحسين - يحب الله من يحب الأنصار -يحب الله المتصـدق بالسـر  - يحب الله الرجل السمح - يحب الله قائل: آمين - يرضى الله عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات - يرضى الله عن الذين يتبعون المهاجريـن والأنصـار بإحسـان - يرضى الله عن الذين لا يتخذون عدو الله وعدوهم أولياء - يرضى الله عن المنفقين أموالهم طلبًا لرضاه - يرضى الله عن الذين لا يوادون من حـادَّ الله ورسـوله - يرضى الله عن الآمر بالصدقة والمعروف والإصلاح - يرضى الله عن النفس المطمئنة - يرضى الله عن الراضي بالبلاء - يرضى الله عن الذي يحمده على الأكل والشرب.


من يبغض الله من الناس
- لا يحب الله الكافرين - لا يحب الله الظالمين - لا يحب الله المعتدين - لا يحب الله الفساد والمفسدين - لا يحب الله الخائنين - لا يحب الله المستكبرين - يمقت الله المجادلين في آيات الله - يمقت الله الذين يقولون ما لا يفعلون - لا يحب الله المسرفين - لا يحب الله الفرحين - لا يحب الله المختال الفخور - لا يحب الله المسبلين - لا يرضى الله عن الفاسقين - لا يرضى الله عن شارب الخمر أربعين ليلة - يغضب الله على المنافقين والمنافقات - غضب الله على اليهود - يغضب الله على المرتد عن دينه - يغضب الله على قاتل المؤمن - يغضب الله على المتولي يوم الزحف - يغضـب الله على مَـن يتسمى بملك الأمـلاك - يغضب الله على شرطة آخر الزمان - يغضب الله على الطاغين في الرزق - يغضب الله على الزانية الكاذبة - يغضب الله على مَن لا يدعوه - أبغض الخلق إلى الله الخوارج  - أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم - يبغض الله من يبغض الأنصار - يبغض الله العالم بالدنيا الجاهل بالآخرة - يبغض الله الجعظري الجواظ - يبغض الله الفاحش المتفحش - يبغض الله السائل الملحف - يبغض الله البليغ المتخلل بلسانه - يبغض الله الغني الظلوم - يكره الله من يكره لقاءه .
:



-
ما يحب الله وما يبغض من الأمور.
ما يحب الله من الأمور:
 يحب الله معالي الأمور وأشرافها - يحب الله معالي الأخلاق - يحب الله العفو - يحب الله الرفق - يحب الله المدح - يحـب الله العـذر - يحب الله الحلف به - يحب الله الحلم والأناة - يحب الله الحياء والستر - يحب الله الجمال - يحب الله الخيلاء عند القتال والصدقة - يحب الله إتيان الرخص - يحب الله إتقان العمل - يحب الله الإحسان في العمل - يحب الله الغيرة في الريبة - يحب الله ظهور أثر النعمة على عبده - يحب الله موضع صدقة الإصلاح - يحب الله العطاس - أحب الأعمال إلى الله أدومها - - أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على المسلم - أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن - أحب الأضحية إلى الله العفراء - يرضى الله عن الشكر.
-

ما يبغض الله من الأمور:
 لا يحب الله الجهر بالسوء - لا يحب الله العقوق - لا يرضى الله القول الباطل - أبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله - أبغض الأعمال إلى الله قطيعة الرحم - أبغض الكلام إلى الله قول: عليك نفسك - يبغض الله البؤس والتباؤس - يبغض الله الخيلاء في البغي والفخر - يبغض الله الغيرة في غير ريبـة - يبغض الله هذه الإضطجاع على البطن - يكره الله سفساف الأمور - يكره الله سفساف الأخلاق - يكره الله ثلاثة أمور - يكره الله التثاؤب.


هذا والله أعلى وأعلم
 

ليست من أسماء الله الحسنى


ليست من أسماء الله الحسنى
أكثر أقوال علماء المسلمين يشير إلى أن الأسماء الجامدة ليست من أسماء الله الحسنى : فليس من أسماء الله الحسنى الدهر، والشيء ونحو ذلك، لأن هذه الأسماء لا تتضمن معنى يلحقها بالأسماء الحسنى فالأسماء الحسـنى أعلام وأوصاف، ولأن الله تعـالى لم يَتسَم بها ولم يُسمـه بها رسوله.
  • جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ‏(‏قال الله عز وجل ‏ ‏يؤذيني ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏يقول يا خيبة الدهر فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما)
  • جاء في صحيح البخاري عن‏ ‏أبو هريرة‏ ‏قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‏(‏قال الله ‏‏يسب بنو ‏ ‏آدم ‏ ‏الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار)
فهذا الحديث قد يفهم منه أن «الدهر» اسم من أسماء الله الحسنى، وهو ليس كذلك. فهو أولاً: اسم جامد لا يتضمن معنى يلحقه بالأسماء الحسنى . وثانيًا: إن اسم الدهر اسم للوقت والزمان عادي .
  • قال أبو سليمان الخطابي: « كانت الجاهلية تضيف المصائب والنوائب إلى الدهر الذي هو من الليل والنهار وهم في ذلك فرقتان فرقة لا تؤمن بالله تعالى ولا تعرف إلا الدهر الليل والنهار اللذان هما محل للحوادث وظرف لمساقط الأقدار فتنسب المكاره إليه على أنها من فعله ولا ترى أن لها مدبرا غيره وهذه الفرقة هي الدهرية الذين حكى الله عنهم في قوله وما يهلكنا إلا الدهر الآية وفرقة تعرف الخالق وتنزهه من أن تنسب إليه المكاره فتضيفها إلى الدهر والزمان وعلى هذين الوجهين كانوا يسبون الدهر ويذمونه فيقول القائل منهم يا خيبة الدهر ويا بؤس الدهر فقال صلى الله عليه وسلم لهم مبطلا ذلك لا يسبن أحد منكم الدهر فإن الله هو الدهر يريد والله أعلم لا تسبوا الدهر على أنه الفاعل لهذا الصنيع فالله تعالى هو الفاعل له فإذا سببتم الذي أنزل بكم المكاره رجع السب إلى الله تعالى وانصرف إليه 
  • قال أبو محمد بن أبي جمرة « لا يخفى أن من سب الصنعة فقد سب صانعها فمن سب نفس الليل والنهار أقدم على أمر عظيم بغير معنى ومن سب ما يجري فيهما من الحوادث وذلك هو أغلب ما يقع من الناس وهو الذي يعطيه سياق الحديث حيث نفى عنهما التأثير فكأنه قال لا ذنب لهما في ذلك وأما الحوادث فمنها ما يجري بوساطة العاقل المكلف فهذا يضاف شرعا ولغة إلى الذي جرى على يديه ويضاف إلى الله تعالى لكونه بتقديره فأفعال العباد من أكسابهم ولهذا ترتبت عليها الأحكام وهي في الابتداء خلق الله ومنها ما يجري بغير وساطة فهو منسوب إلى قدرة القادر وليس لليل والنهار فعل ولا تأثير لا لغة ولا عقلا ولا شرعا وهو المعنى في هذا الحديث »



أعظم آي القرآن الكريم


هذه آية الكرسي ولها شأن عظيم قد صح الحديث عن رسول - صلى الله عليه وسلم - بأنها أفضل آية في كتاب الله قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان عن سعيد الجريري عن أبي السليل عن عبد الله بن رباح عن أبي هو ابن كعب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله أي آية في كتاب الله أعظم قال : الله ورسوله أعلم فرددها مرارا ثم قال : آية الكرسي قال " ليهنك العلم أبا المنذر والذي نفسي بيده إن لها لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش " وقد رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن الجريري به وليس عنده زيادة والذي نفسي بيده إلخ ." حديث آخر " عن أبي أيضا في فضل آية الكرسي قال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا ميسرة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبيدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن أبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان له جرن فيه تمر قال : فكان أبي يتعاهده فوجده ينقص قال فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبيه الغلام المحتلم قال : فسلمت عليه فرد السلام قال : فقلت ما أنت ؟ جني أم إنسي ؟ قال : جني . قال : قلت له ناولني يدك قال فناولني يده فإذا يد كلب وشعر كلب فقلت هكذا خلق الجن ؟ قال لقد علمت الجن ما فيهم أشد مني . قلت فما حملك على ما صنعت ؟ قال بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك قال : فقال له أبي فما الذي يجيرنا منكم ؟ قال : هذه الآية آية الكرسي ثم غدا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال النبي صدق الخبيث وهكذا رواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي داود الطيالسي عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن محمد بن عمرو بن أبي بن كعب عن جده به وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه " طريق أخرى" قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عثمان بن عتاب قال : سمعت أبا السليل قال : كان رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدث الناس حتى يكثروا عليه فيصعد على سطح بيت فيحدث الناس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي آية في القرآن أعظم فقال رجل" الله لا إله إلا هو الحي القيوم " قال فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي أو قال فوضع يده بين ثديي فوجدت بردها بين كتفي وقال ليهنك العلم يا أبا المنذر " حديث آخر " عن الأسقع البكري قال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا أبو يزيد القراطيسي حدثنا يعقوب بن أبي عباد المكي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج أخبرني عمر بن عطاء أن مولى ابن الأسقع رجل صدق أخبره عن الأسقع البكري أنه سمعه يقول إن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءهم في صفة المهاجرين فسأله إنسان : أي آية في القرآن أعظم ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم " حتى انقضت الآية .


 " حديث آخر " عن أنس قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الله بن الحارث حدثني سلمة بن وردان أن أنس بن مالك حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل رجلا من صحابته فقال أي فلان هل تزوجت ؟ قال : لا وليس عندي ما أتزوج به قال أوليس معك : قل هو الله أحد ؟ قال بلى قال " ربع القرآن " قال " أليس معك قل يا أيها الكافرون ؟ قال بلى قال ربع القرآن قال أليس معك إذا زلزلت ؟ قال : بلى قال ربع القرآن قال أليس معك إذا جاء نصر الله ؟ قال بلى . قال ربع القرآن قال أليس معك آية الكرسي الله لا إله إلا هو ؟ قال بلى قال ربع القرآن .
" حديث آخر " عن أبي ذر جندب بن جنادة قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع بن الجراح حدثنا المسعودي أنبأني أبو عمر الدمشقي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد فجلست فقال يا أبا ذر هل صليت ؟ قلت لا قال قم فصل قال فقمت فصليت ثم جلست فقال يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن قال : قلت يا رسول الله أوللإنس شياطين ؟ قال نعم قال : قلت يا رسول الله الصلاة قال خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر قال : قلت يا رسول الله فالصوم ؟ قال فرض مجزئ وعند الله مزيد قلت يا رسول الله فالصدقة ؟ قال أضعاف مضاعفة قلت يا رسول الله فأيها أفضل ؟ قال جهد من مقل أو سر إلى فقير قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟ قال آدم قلت يا رسول الله ونبي كان ؟ قال نعم نبي مكلم قلت يا رسول الله كم المرسلون قال ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا وقال مرة وخمسة عشر قلت يا رسول الله أي ما أنزل عليك أعظم ؟ قال آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم" ورواه النسائي "
 حديث آخر " عن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري - رضي الله عنه - وأرضاه قال الإمام أحمد : حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن أخيه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب أنه كان في سهوة له وكانت الغول تجيء فتأخذ فشكاها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال فإذا رأيتها فقل باسم الله أجيبي رسول الله قال فجاءت فقال لها فأخذها فقالت إني لا أعود فأرسلها فجاء فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - ما فعل أسيرك ؟ قال أخذتها فقالت : إني لا أعود فأرسلتها فقال : إنها عائدة فأخذتها مرتين أو ثلاثا كل ذلك تقول لا أعود وأجيء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول ما فعل أسيرك فأقول أخذتها فتقول لا أعود فيقول إنها عائدة فأخذتها فقالت أرسلني وأعلمك شيئا تقوله فلا يقربك شيء : آية الكرسي فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال صدقت وهي كذوب ورواه الترمذي في فضائل القرآن عن بندار عن أبي أحمد الزبيري به وقال حسن غريب والغول في لغة العرب : الجان إذا تبدى في الليل . وقد ذكر البخاري هذه القصة عن أبي هريرة فقال في كتاب فضائل القرآن وفي كتاب الوكالة وفي صفة إبليس من صحيحة قال عثمان بن الهيثم أبو عمرو حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال : وكلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت : لأرفعنك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : دعني فإني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة ؟ قال : قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته وخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله بها وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود فقال : دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت وما هي ؟ قال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فعل أسيرك البارحة ؟ قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال : ما هي ؟ قال : قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية " الله لا إله إلا هو الحي القيوم" وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أما إنه صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة قلت لا قال : ذاك شيطان كذا رواه البخاري معلقا بصيغة الجزم وقد رواه النسائي في اليوم والليلة عن إبراهيم بن يعقوب عن عثمان بن الهيثم فذكره -



 وقد روي من وجه آخر عن أبي هريرة بسياق آخر قريب من هذا فقال الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره : حدثنا محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار حدثنا أحمد بن زهير بن حرب أنبأنا مسلم بن إبراهيم أنبأنا إسماعيل بن مسلم العبدي أنبأنا أبو المتوكل الناجي أن أبا هريرة كان معه مفتاح بيت الصدقة وكان فيه تمر فذهب يوما ففتح الباب فوجد التمر قد أخذ منه ملء كف ودخل يوما آخر فإذا قد أخذ منه ملء كف ثم دخل يوما آخر ثالثا فإذا قد أخذ منه مثل ذلك فشكا ذلك أبو هريرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - تحب أن تأخذ صاحبك هذا قال نعم قال فإذا فتحت الباب فقل سبحان من سخرك محمد " فذهب ففتح الباب فقال سبحان من سخرك محمد فإذا هو قائم بين يديه قال : يا عدو الله أنت صاحب هذا ؟ قال : نعم دعني فإني لا أعود ما كنت آخذا إلا لأهل بيت من الجن فقراء فخلى عنه ثم عاد الثانية ثم عاد الثالثة فقلت أليس قد عاهدتني ألا تعود ؟ لا أدعك اليوم حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : لا تفعل فإنك إن تدعني علمتك كلمات إذا أنت قلتها لم يقربك أحد من الجن صغير ولا كبير ذكر ولا أنثى قال له لتفعلن ؟ قال نعم قال ما هن قال " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " قرأ آية الكرسي حتى ختمها فتركه فذهب فلم يعد فذكر ذلك أبو هريرة للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما علمت أن ذلك كذلك وقد رواه النسائي عن أحمد بن محمد بن عبيد الله عن شعيب بن حرب عن إسماعيل بن مسلم عن أبي المتوكل عن أبي هريرة به وقد تقدم لأبي بن كعب كائنة مثل هذه أيضا فهذه ثلاث وقائع .
" قصة أخرى " قال أبو عبيد في كتاب الغريب : حدثنا أبو معاوية عن أبي عاصم الثقفي عن الشعبي عن عبد الله بن مسعود قال : خرج رجل من الإنس فلقيه رجل من الجن فقال : هل لك أن تصارعني ؟ فإن صرعتني علمتك آية إذا قرأتها حين تدخل بيتك لم يدخل شيطان فصارعه فصرعه فقال : إني أراك ضئيلا شخيتا كأن ذراعيك ذراعا كلب أفهكذا أنتم أيها الجن كلكم أم أنت من بينهم ؟ فقال إني بينهم لضليع فعاودني فصارعه فصرعه الإنسي فقال : تقرأ آية الكرسي فإنه لا يقرأها أحد إذا دخل بيته إلا خرج الشيطان وله خيخ كخيخ الحمار فقيل لابن مسعود : أهو عمر ؟ فقال : من عسى أن يكون إلا عمر قال أبو عبيد : الضئيل النحيف الجسيم والخيخ بالخاء المعجمة ويقال بالحاء المهملة الضراط . " حديث آخر " عن أبي هريرة قال الحاكم أبو عبد الله في مستدركه : حدثنا علي بن حماد حدثنا بشر بن موسى حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثني حكيم بن جبير الأسدي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه : آية الكرسي وكذا رواه من طريق آخر عن زائدة عن حكيم بن جبير ثم قال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه كذا قال وقد رواه الترمذي من حديث زائدة ولفظه لكل شيء سنام وسنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن : آية الكرسي ثم قال : غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير وقد تكلم فيه شعبة وضعفه " قلت " وكذا ضعفه أحمد ويحيى بن معين وغير واحد من الأئمة وتركه ابن مهدي وكذبه السعدي .
 " حديث آخر " قال ابن مردويه : حدثنا عبد الباقي بن نافع أخبرنا عيسى بن محمد المروزي أخبرنا عمر بن محمد البخاري أخبرنا عيسى بن موسى غنجار عن عبد الله بن كيسان حدثنا يحيى أخبرنا يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب أنه خرج ذات يوم إلى الناس وهم سماطات فقال : أيكم يخبرني بأعظم آية في القرآن فقال ابن مسعود على الخبير سقطت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : أعظم آية في القرآن " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " . " حديث آخر " في اشتماله على اسم الله الأعظم قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن بكير أنبأنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في هاتين الآيتين " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " و" الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم " إن فيهما اسم الله الأعظم وكذا رواه أبو داود عن مسدد والترمذي عن علي بن خشرم وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة ثلاثتهم عن عيسى بن يونس عن عبيد الله بن أبي زياد به وقال الترمذي : حسن صحيح.



" حديث آخر " في معنى هذا عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال ابن مردويه : أخبرنا عبد الله بن نمير أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أخبرنا هشام بن عمار أنبأنا الوليد بن مسلم أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زيد أنه سمع القاسم بن عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة يرفعه قال اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث : سورة البقرة وآل عمران وطه وقال هشام وهو ابن عمار خطيب دمشق : أما البقرة " الله لا إله إلا هو الحي القيوم" وفي آل عمران " الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم" وفي طه " وعنت الوجوه للحي القيوم " .
 " حديث آخر " عن أبي أمامة في فضل قراءتها بعد الصلاة المكتوبة قال أبو بكر بن مردويه : حدثنا محمد بن محرز بن يناور الأدمي أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن أخبرنا الحسن بن بشر بطرسوس أخبرنا محمد بن حمير أخبرنا محمد بن زياد عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت . وهكذا رواه النسائي في اليوم والليلة عن الحسن بن بشر به وأخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث محمد بن حمير وهو الحمصي من رجال البخاري أيضا فهو إسناد على شرط البخاري وقد زعم أبو الفرج ابن الجوزي أنه حديث موضوع والله أعلم وقد روى ابن مردويه من حديث علي والمغيرة بن شعبة وجابر بن عبد الله نحو هذا الحديث ولكن في إسناد كل منهما ضعف وقال ابن مردويه أيضا حدثنا محمد بن الحسن بن زياد المقري أخبرنا يحيى بن درستويه المروزي أخبرنا زياد بن إبراهيم أخبرنا أبو حمزة السكري عن المثنى عن قتادة عن الحسن عن أبي موسى الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أوحى الله إلى موسى بن عمران عليه السلام أن اقرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة فإنه من يقرأها في دبر كل صلاة مكتوبة أجعل له قلب الشاكرين ولسان الذاكرين وثواب النبيين وأعمال الصديقين ولا يواظب على ذلك إلا نبي أو صديق أو عبد امتحنت قلبه للإيمان أو أريد قتله في سبيل الله وهذا حديث منكر جدا .
 " حديث آخر " في أنها تحفظ من قرأها أول النهار وأول الليل قال أبو عيسى الترمذي : حدثنا يحيى بن المغيرة أبو سلمة المخزومي المديني أخبرنا ابن أبي فديك عن عبد الرحمن المليكي عن زرارة بن مصعب عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قرأ : " حم " المؤمن إلى " إليه المصير" وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح ثم قال هذا حديث غريب وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة المليكي من قبل حفظه . وقد ورد في فضلها أحاديث أخر تركناها اختصارا لعدم صحتها وضعف أسانيدها كحديث علي في قراءتها عند الحجامة أنها تقوم مقام حجامتين وحديث أبي هريرة في كتابتها في اليد اليسرى بالزعفران سبع مرات وتلحس للحفظ وعدم النسيان أوردهما ابن مردويه وغير ذلك .









 " وهذه الآية مشتملة على عشر جمل مستقلة " فقوله " الله لا إله إلا هو" إخبار بأنه المنفرد بالإلهية لجميع الخلائق" الحي القيوم " أي الحي في نفسه الذي لا يموت أبدا القيم لغيره وكان عمر يقرأ القيام فجميع الموجودات مفتقرة إليه وهو غني عنها ولا قوام لها بدون أمره كقوله " ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره " وقوله " لا تأخذه سنة ولا نوم" أي لا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول عن خلقه بل هو قائم على كل نفس بما كسبت شهيد على كل شيء لا يغيب عنه شيء ولا يخفى عليه خافية ومن تمام القيومية أنه لا يعتريه سنة ولا نوم فقوله" لا تأخذه " أي لا تغلبه سنة وهي الوسن والنعاس ولهذا قال ولا نوم لأنه أقوى من السنة وفي الصحيح عن أبي موسى قال : قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأربع كلمات فقال إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل وعمل الليل قبل عمل النهار حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر أخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة مولى ابن عباس في قوله " لا تأخذه سنة ولا نوم " أن موسى عليه السلام سأل الملائكة هل ينام الله عز وجل ؟ فأوحى الله تعالى إلى الملائكة وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا فلا يتركوه ينام ففعلوا ثم أعطوه قارورتين فأمسكهما ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما قال فجعل ينعس وهما في يده في كل يد واحدة قال فجعل ينعس وينبه وينعس وينبه حتى نعس نعسة فضرب إحداهما بالأخرى فكسرهما قال معمر : إنما هو مثل ضربه الله عز وجل يقول فكذلك السموات والأرض في يده وهكذا رواه ابن جرير عن الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق فذكره وهو من أخبار بني إسرائيل وهو مما يعلم أن موسى عليه السلام لا يخفى عليه مثل هذا من أمر الله عز وجل وأنه منزه عنه
وأغرب من هذا كله الحديث الذي رواه ابن جرير : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا هشام بن يوسف عن أمية بن شبل عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبي عكرمة عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي عن موسى عليه السلام على المنبر قال وقع في نفس موسى هل ينام الله ؟ فأرسل الله إليه ملكا فأرقه ثلاثا ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما قال فجعل ينام وكادت يداه تلتقيان فيستيقظ فيحبس إحداهما على الأخرى حتى نام نومة فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان قال : ضرب الله عز وجل مثلا أن الله لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض وهذا حديث غريب جدا والأظهر أنه إسرائيلي لا مرفوع والله أعلم وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي حدثني أبي عن أبيه حدثنا أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن بني إسرائيل قالوا : يا موسى هل ينام ربك ؟ قال اتقوا الله فناداه ربه عز وجل يا موسى سألوك هل ينام ربك فخذ زجاجتين في يديك فقم الليلة ففعل موسى فلما ذهب من الليل ثلث نعس فوقع لركبتيه ثم انتعش فضبطهما حتى إذا كان آخر الليل نعس فسقطت الزجاجتان فانكسرتا فقال يا موسى لو كنت أنام لسقطت السموات والأرض فهلكت كما هلكت الزجاجتان في يديك فأنزل الله عز وجل على نبيه آية الكرسي . وقوله " له ما في السموات وما في الأرض " إخبار بأن الجميع عبيده وفي ملكه وتحت قهره وسلطانه كقوله " إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا "
وقوله " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " كقوله " وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى " وكقوله" ولا يشفعون إلا لمن ارتضى " وهذا من عظمته وجلاله وكبريائه عز وجل أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع لأحد عنده إلا بإذنه له في الشفاعة كما في حديث الشفاعة آتي تحت العرش فأخر ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع " قال " فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة . وقوله " يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم" دليل على إحاطة علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها كقوله إخبارا عن الملائكة " وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا " . وقوله" ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء " أي لا يطلع أحد من علم الله على شيء إلا بما أعلمه الله عز وجل وأطلعه عليه ويحتمل أن يكون المراد لا يطلعون أحدا على شيء من علم ذاته وصفاته إلا بما أطلعهم الله عليه كقوله " ولا يحيطون به علما " . وقوله " وسع كرسيه السموات والأرض" قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا ابن إدريس عن مطرف بن طريف عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله " وسع كرسيه السموات والأرض " قال : علمه وكذا رواه ابن جرير من حديث عبد الله بن إدريس وهشيم كلاهما عن مطرف بن طريف به قال ابن أبي حاتم : وروي عن سعيد بن جبير مثله ثم قال ابن جرير : وقال آخرون : الكرسي موضع القدمين ثم رواه عن أبي موسى والسدي والضحاك ومسلم البطين
وقال شجاع بن مخلد في تفسيره : أخبرنا أبو عاصم عن سفيان عن عمار الذهبي عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : سئل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن قول الله عز وجل " وسع كرسيه السموات والأرض" قال كرسيه موضع قدميه والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل كذا أورد هذا الحديث الحافظ أبو بكر بن مردويه من طريق شجاع بن مخلد الفلاس فذكره وهو غلط وقد رواه وكيع في تفسيره حدثنا سفيان عن عمار الذهبي عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر أحد قدره وقد رواه الحاكم في مستدركه عن أبي العباس بن محمد بن أحمد المحبوبي عن محمد بن معاذ عن أبي عاصم عن سفيان وهو الثوري بإسناده عن ابن عباس موقوفا مثله وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد رواه ابن مردويه من طريق الحاكم بن ظهير الفزاري الكوفي وهو متروك عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا ولا يصح أيضا
وقال السدي عن أبي مالك : الكرسي تحت العرش : وقال السدي : السموات والأرض في جوف الكرسي والكرسي بين يدي العرش وقال الضحاك عن ابن عباس : لو أن السموات السبع والأرضين السبع بسطن ثم وصلن بعضهن إلى بعض ما كن في سعة الكرسي إلا بمنزلة الحلقة في المفازة ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم وقال ابن جرير : حدثني يونس أخبرني ابن وهب قال : قال ابن زيد : حدثني أبي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس قال وقال أبو ذر : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهراني فلاة من الأرض . وقال أبو بكر بن مردويه أخبرنا سليمان بن أحمد أخبرنا عبد الله بن وهيب المقري أخبرنا محمد بن أبي اليسرى العسقلاني أخبرنا محمد بن عبد الله التميمي عن القاسم بن محمد الثقفي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الكرسي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده ما السموات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة
 وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا زهير حدثنا ابن أبي بكر حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر - رضي الله عنه - قال : أتت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقالت : ادع الله أن يدخلني الجنة قال فعظم الرب تبارك وتعالى وقال إن كرسيه وسع السموات والأرض وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد من ثقله وقد رواه الحافظ البزار في مسنده المشهور وعبد بن حميد وابن جرير في تفسيريهما والطبراني وابن أبي عاصم في كتابي السنة لهما والحافظ الضياء في كتاب المختار من حديث أبي إسحاق السبيعي عن عبد الله بن خليفة وليس بذاك المشهور وفي سماعه من عمر نظر ثم منهم من يرويه عنه عن عمر موقوفا ومنهم من يرويه عن عمر مرسلا ومنهم من يزيد في متنه زيادة غريبة ومنهم من يحذفها وأغرب من هذا حديث جابر بن مطعم في صفة العرش كما رواه أبو داود في كتابه السنة من سننه والله أعلم وقد روى ابن مردويه وغيره أحاديث عن بريدة وجابر وغيرهما في وضع الكرسي يوم القيامة لفصل القضاء والظاهر أن ذلك غير المذكور في هذه الآية وقد زعم بعض المتكلمين على علم الهيئة من الإسلاميين أن الكرسي عندهم هو الفلك الثامن وهو فلك الثوابت الذي فوقه الفلك التاسع وهو الفلك الأثير ويقال له الأطلس وقد رد ذلك عليهم آخرون وروى ابن جرير من طريق جويبر عن الحسن البصري أنه كان يقول الكرسي هو العرش والصحيح أن الكرسي غير العرش والعرش أكبر منه كما دلت على ذلك الآثار والأخبار وقد اعتمد ابن جرير على حديث عبد الله بن خليفة عن عمر في ذلك وعندي في صحته نظر والله أعلم .
 وقوله " ولا يئوده حفظهما " أي لا يثقله ولا يكترثه حفظ السموات والأرض ومن فيهما ومن بينهما بل ذلك سهل عليه يسير لديه وهو القائم على كل نفس بما كسبت الرقيب على جميع الأشياء فلا يعزب عنه شيء ولا يغيب عنه شيء والأشياء كلها حقيرة بين يديه متواضعة ذليلة صغيرة بالنسبة إليه محتاجة فقيرة وهو الغني الحميد الفعال لما يريد الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وهو القاهر لكل شيء الحسيب على كل شيء الرقيب العلي العظيم لا إله غيره ولا رب سواه
 فقوله " وهو العلي العظيم " كقوله " وهو الكبير المتعال" وهذه الآيات وما في معناها من الأحاديث الصحاح الأجود فيها طريقة السلف الصالح أمروها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه .







الأربعاء، 9 فبراير 2011

اسماء الله وصفاته جل جلاله









عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله تسعا وتسعين اسما مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر " .

أخرجاه في الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عنه رواه البخاري ، عن أبي اليمان ، عن شعيب بن أبي حمزة ، عن أبي الزناد به وأخرجه الترمذي ، عن الجوزجاني ، عن صفوان بن صالح ، عن الوليد بن مسلم ، عن شعيب فذكر بسنده مثله ، وزاد بعد قوله : " يحب الوتر " : هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الخالق ، البارئ ، المصور ، الغفار ، القهار ، الوهاب ، الرزاق ، الفتاح ، العليم ، القابض ، الباسط ، الخافض ، الرافع ، المعز ، المذل ، السميع ، البصير ، الحكم ، العدل ، اللطيف ، الخبير ، الحليم ، العظيم ، الغفور ، الشكور ، العلي ، الكبير ، الحفيظ ، المقيت ، الحسيب ، الجليل ، الكريم ، الرقيب ، المجيب ، الواسع ، الحكيم ، الودود ، المجيد ، الباعث ، الشهيد ، الحق ، الوكيل ، القوي ، المتين ، الولي ، الحميد ، المحصي ، المبدئ ، المعيد ، المحيي ، المميت ، الحي ، القيوم ، الواجد ، الماجد ، الواحد ، الأحد ، الفرد ، الصمد ، القادر ، المقتدر ، المقدم ، المؤخر ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، [ ص: 515 ] الباطن ، الوالي ، المتعالي ، البر ، التواب ، المنتقم ، العفو ، الرءوف ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام ، المقسط ، الجامع ، الغني ، المغني ، المانع ، الضار ، النافع ، النور ، الهادي ، البديع ، الباقي ، الوارث ، الرشيد ، الصبور ثم قال الترمذي : هذا حديث غريب وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة [ رضي الله عنه ] ولا نعلم في كثير من الروايات ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث .

ورواه ابن حبان في صحيحه ، من طريق صفوان ، به وقد رواه ابن ماجه في سننه ، من طريق آخر عن موسى بن عقبة ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة مرفوعا فسرد الأسماء كنحو ما تقدم بزيادة ونقصان .

والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه ، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني ، عن زهير بن محمد : أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك ، أي : أنهم جمعوها من القرآن كما ورد عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبي زيد اللغوي ، والله أعلم .

ثم ليعلم أن الأسماء الحسنى ليست منحصرة في التسعة والتسعين بدليل ما رواه الإمام أحمد في مسنده ، عن يزيد بن هارون ، عن فضيل بن مرزوق ، عن أبي سلمة الجهني ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ، ابن عبدك ، ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أعلمته أحدا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا " . فقيل : يا رسول الله ، أفلا نتعلمها ؟ فقال : " بلى ، ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها " .

الله والرب والرحمن والرحيم والملك



إن أسماء الرب تبارك وتعالى دالةٌ على صفات كماله, فهي مشتقة من الصفات, فهي أسماء وهي صفات , وبذلك كانت حسنى؛إذ لو كانت ألفاظاً لا معاني فيها لم تكن حسنى , ولا كانت دالةٌ على مدح ولا كمال.
ونفي معاني أسمائه الحسنى من أعظم الإلحاد فيها
قال تعالى:( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ( 180 ) )الأعراف
ولأنها لو لم تدل على معانٍ وأوصافٍ لم يَجُز أن يخبر عنها بمصدرها ويوصف بها سبحانه وتعالى؛ لكن الله أخبر عن نفسه بمصدرها, وأثبتها لنفسه , وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم
 أخبر الله سبحانه وتعالى أن له أسماء وأنها حسنى أي قد بلغت الغاية في الحسن فلا أحسن منها ولا أكمل وأمرنا أن ندعوه بها أي نثني عليه ونسأله بها. وأمرنا أن نترك من عارض من الجاهلين الملحدين وأن لا نعدل بأسمائه وحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت أو أن ندخل فيها ما ليس منها.
ثم توعد الملحدين في أسمائه بأنه سيجازيهم في الآخرة ويعذبهم بما عملوا.
ومناسبة الآية لكتاب التوحيد: أن الإلحاد في أسماء الله ونفيها وتعطيلها ينافي التوحيد والإيمان.
س: بين مقصود المؤلف بهذا الباب؟
جـ: مقصوده الرد على من يتوسل بالأموات وأن المشروع هو التوسل بأسماء الله وصفاته والأعمال الصالحة.
س: ما الإلحاد وما معنى الإلحاد في أسماء الله واذكر أنواعه مع التمثيل لها؟
جـ: الإلحاد هو العدول عن القصد والميل والانحراف ومنه اللحد في القبر لانحرافه إلى جهة القبلة.
ومعنى الإلحاد في أسماء الله العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت

وهو أنواع:
1- تسمية الأصنام بها كما يفعله المشركون حيث سموا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان.
2- تسميته تعالى بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له أبًا.
3- وصفه تعالى بالنقائص كقول اليهود إن الله فقير وقولهم إنه استراح، وقولهم يد الله مغلولة.
4- تعطيل الأسماء الحسنى عن معانيها وجحد حقائقها كقول من يقول من الجهمية في أسماء الله أنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معاني فيقولون في السميع البصير مثلاً سميع بلا سمع بصير بلا بصر ونحو ذلك تعالى الله عن قولهم.
5- تشبيه صفاته تعالى بصفات خلقه كما يفعله المشبه فيقولون له وجه كوجهي ويد كيدي تعالى الله عن قول الملحدين علوًا كبيرًا.
س: اذكر مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته.
جـ: مذهبهم في ذلك الإيمان بأسماء الله وصفاته التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله وإثباتها على ما يليق بجلال الله وعظمته إثباتًا بلا تمثيل وتنزيهًا بلا تعطيل كما قال تعالى:

 }لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{([2]).
س: ما مثال الأسماء الحسنى؟
جـ: الرحمن الرحيم، السميع البصير، العزيز الحكيم، الحليم العظيم، العلي الكبير، الحي القيوم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة» رواه البخاري ومسلم.
س: ما معنى إحصائها؟ وهل هي منحصرة في هذا العدد مع ذكر الدليل؟
جـ: لإحصائها ثلاث مراتب:
1- إحصاء ألفاظها وعددها.
2- فهم معانيها ومدلولها.
3- دعاء الله بها دعاء عبادة وثناء ودعاء مسألة وطلب.
وهي غير منحصرة في هذا العدد بدليل قوله r «أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك»([3]) فجعل أسماءه ثلاثة أقسام: قسم سمى به نفسه فأظهره لمن شاء من خلقه، وقسم أنزل به كتابه وتعرف به إلى عباده، وقسم استأثر به في علم غيبه فلم يطلع عليه أحدًا من خلقه.
س: ما كيفية سؤال الله بأسمائه الحسنى؟
جـ: يسأل لكل مطلوب بالاسم المقتضى لذلك المطلوب المناسب لحصوله. فمن سأل الله العلم سأله باسمه العليم، ومن سأله الرزق سأله باسم الرزاق، تقول يا عليم علمني، يا رزاق ارزقني، يا رحمن ارحمني، وهكذا بقية الأسماء الحسنى.
س: كم أركان الإيمان بالأسماء الحسنى وما هي؟

جـ: ثلاثة: الإيمان بالاسم وبما دل عليه من المعنى وبما تعلق به من الآثار فنؤمن بأنه عليم ذو علم عظيم يعلم كل شيء، رحيم ذو رحمة اتصف بها ورحمته وسعت كل شيء، قدير ذو قدرة عظيمة ويقدر على كل شيء، وهكذا بقية الأسماء الحسنى والصفات العليا لربنا تبارك وتعالى.
والله سبحانه وتعالى أعلم.


([1]) سورة الأعراف آية (180).

([2]) سورة الشورى آية (11).

([3]) رواه الإمام أحمد وأبو حاتم وابن حبان في صحيحه.